ارتفاع أسعار النفط في ظل تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا

ارتفاع أسعار النفط في ظل تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق العالمية نتيجة تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا حيث أدت التوترات السياسية إلى قلق كبير بشأن إمدادات النفط مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة في السلع الأساسية مثل النفط الذي يعتبر من أهم الموارد الحيوية في الاقتصاد العالمي ومع تفاقم الأوضاع في المنطقة يتوقع المحللون أن يستمر هذا الارتفاع في الأسعار مما سيؤثر بشكل مباشر على الأسواق المالية ويجعل الدول المستهلكة تبحث عن بدائل لتلبية احتياجاتها من الطاقة في ظل هذه الظروف المتغيرة والمتقلبة التي تشهدها الساحة الدولية.

ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

في تعاملات آسيوية مبكرة، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تزايدت المخاوف بشأن تعطل الإمدادات نتيجة تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث سجل خام برنت زيادة قدرها 20 سنتًا، ليصل إلى 68.35 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 81 سنتًا، ليصل إلى 64.82 دولار للبرميل، ويأتي هذا الارتفاع في ظل غياب تسوية العقود الآجلة لخام غرب تكساس يوم الاثنين بسبب عطلة في الولايات المتحدة، مما زاد من حدة التوترات في الأسواق العالمية.

تأثير الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية

أدت الهجمات الأوكرانية الأخيرة باستخدام الطائرات المسيرة إلى إغلاق منشآت نفطية تمثل نحو 17% من طاقة معالجة النفط الروسية، ما يعادل حوالي 1.1 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتقارير رويترز، وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تخطط لشن ضربات جديدة في العمق الروسي، بعد أسابيع من الهجمات المكثفة على الأصول الطاقية الروسية، مما يشير إلى تصعيد مستمر في الصراع الذي دخل عامه الرابع.

توقعات مستقبلية وتأثيرات جيوسياسية

وفقًا لدانيال هاينز، خبير السلع في إيه.إن.زد بنك، فإن المخاطر المتعلقة بالبنية التحتية للطاقة في روسيا لا تزال مرتفعة، حيث استهدفت أوكرانيا المزيد من المصافي الروسية، ومع رؤية الصين لنظام عالمي جديد، قد تتزايد التوترات الجيوسياسية، حيث قدم الرئيس الصيني شي جين بينج رؤيته لنظام أمني واقتصادي عالمي يركز على “الجنوب العالمي”، مما يمثل تحديًا مباشرًا للولايات المتحدة، ويترقب المستثمرون الآن الاجتماع المرتقب لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها في السابع من سبتمبر، للحصول على أي مؤشرات حول زيادة الإنتاج من المجموعة.