بعد رفع أسعار الوقود.. كيف ستؤثر هذه الخطوة على معدلات التضخم في مصر؟ خبراء يشاركون آرائهم

بعد رفع أسعار الوقود يتساءل الكثيرون عن كيفية تأثير ذلك على معدلات التضخم في مصر حيث يعتبر الوقود أحد العوامل الأساسية التي تؤثر في تكاليف النقل والإنتاج وبالتالي فإن ارتفاع أسعاره قد يؤدي إلى زيادة الأسعار في مختلف القطاعات الاقتصادية وتوقع الخبراء أن تشهد السوق المصرية ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات التضخم نتيجة لهذه الزيادة في الأسعار مما سيؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين ويزيد من الضغوط الاقتصادية عليهم كما أن الحكومة قد تتخذ تدابير للتخفيف من آثار هذا الارتفاع ولكن التحديات ستظل قائمة في ظل الظروف الحالية مما يستدعي مراقبة دقيقة للوضع الاقتصادي في البلاد.

توقعات بزيادة معدلات التضخم في مصر عقب رفع أسعار الوقود

توقع خبراء الاقتصاد، الذين تحدثوا لموقع نبأ العرب، أن تشهد معدلات التضخم في مصر تسارعًا ملحوظًا خلال شهر أكتوبر الجاري، وذلك بعد قرار الحكومة برفع أسعار البنزين والسولار، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على أسعار النقل والسلع والخدمات، حيث أشار هاني جنينة، رئيس قسم البحوث في شركة فاروس القابضة، إلى أن الزيادة في أسعار الوقود ستؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم الشهري في أكتوبر ليصل إلى ما بين 3 و3.5%، مما قد يرفع المعدل السنوي إلى نحو 13.5% مقارنة بـ 11.7% في سبتمبر الماضي.

أسباب وتأثيرات رفع الأسعار على الاقتصاد

أوضح جنينة أن هذه الزيادة تمثل الصدمة الأولى الناتجة عن رفع أسعار الوقود، مشيرًا إلى أن التضخم لا يزال أقل من سعر الفائدة القائم، كما أن الأسواق لم تتفاجأ بهذا القرار، وذلك بفضل التعامل الاحترافي للبنك المركزي مع هذه التطورات. ولفت إلى أن بيان وزارة البترول بتثبيت أسعار الوقود لمدة عام يحمل بُعدين مهمين، الأول اجتماعي يهدف إلى طمأنة المواطنين، والثاني اقتصادي يتعلق بإدارة التوقعات، مما يساعد البنك المركزي على تثبيت توقعات التضخم تمهيدًا لخفض تدريجي في أسعار الفائدة لاحقًا.

توقعات مستقبلية بشأن التضخم والفائدة

رجّح جنينة أن البنك المركزي لن يقوم بخفض الفائدة في اجتماع نوفمبر المقبل، لكنه قد يبدأ أولى خطوات خفض الفائدة في ديسمبر بنسبة 1%، مما يمهد لدورة تيسير نقدي أوسع خلال عام 2026، حيث قد يشهد السوق تراجعًا للفائدة بنحو 8% إجمالًا، وذلك مرهون باستقرار الأسعار العالمية وعدم حدوث صدمات جديدة في أسواق الطاقة. من جهة أخرى، أكد مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين، أن تأثير زيادة الأسعار لن يظهر بالكامل في قراءة التضخم لشهر أكتوبر، بل سيكون أكثر وضوحًا في قراءة نوفمبر، حيث توقع زيادة مبدئية تتراوح بين 0.5 و1% نتيجة تحريك أسعار الوقود.