هل يمكننا فعلاً المنافسة مع السعودية؟.. حقيقة تصريح كامل الوزير عن صناعة الحديد

تصريح كامل الوزير عن صناعة الحديد أثار الكثير من الجدل في الأوساط الاقتصادية حيث أكد أن مصر لا تستطيع منافسة السعودية في هذا المجال بسبب التحديات التي تواجهها الصناعة المحلية من ارتفاع تكاليف الإنتاج إلى نقص المواد الخام وهذا يعكس الواقع الذي تعيشه العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط حيث تسعى لتطوير صناعاتها ولكن تواجهها عقبات كبيرة كما أن المنافسة في سوق الحديد تتطلب استثمارات ضخمة وتكنولوجيا متطورة مما يجعل تحقيق هذا الهدف أمراً معقداً ويتطلب تعاوناً بين القطاعين العام والخاص لتعزيز القدرة التنافسية وتحقيق النمو المستدام في هذا القطاع الحيوي الذي يعتبر أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.

كتب: دينا خالد

في تصريحاته الأخيرة، أثار كامل الوزير، وزير الصناعة والنقل ونائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، جدلاً واسعاً بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناول الحديث حول سوق الحديد والصلب في المنطقة، بالإضافة إلى المنافسة مع المملكة العربية السعودية، وأوضح الوزير خلال الجلسة الحوارية في المؤتمر السعودي الدولي للحديد والصلب أن سوق الحديد في مصر يعد سوقاً واعداً وكبيراً، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية هي الأولى في إنتاج الحديد في المنطقة، وأكد أنه يتمنى أن ينمو السوق المصري ليكون في مرتبة متقدمة، ولكنه أضاف أنه لا يرغب في منافسة الأشقاء، بل في تكامل الجهود، وهذا ما اتفق عليه مع شقيقه بندر، حيث قال إن الأشقاء يكملون بعضهم البعض.

ردود الأفعال على التصريحات

تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصير يجتزئ جزءاً من حديث الوزير، حيث توقف الفيديو عند عبارة “منقدرش ننافسهم”، مما أثار غضب الكثير من المتابعين، حيث اعتبروا أن هذا التصريح يقلل من قدرات مصر الصناعية، ولكن في الحقيقة، كان الوزير يتحدث عن التعاون والتكامل بين الدولتين، حيث أكد أن الأشقاء لا يتنافسون بل يتعاونون لتحقيق المصالح المشتركة.

التعاون الاستراتيجي بين مصر والسعودية

وأشار الوزير إلى أهمية صناعة الحديد والصلب كركيزة أساسية للاقتصاد المصري، حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمشروعات البنية التحتية والإسكان والنقل والطاقة، وأكد أن التعاون بين مصر والسعودية في هذا القطاع يمكن أن يكون نموذجاً ناجحاً للتعاون الإقليمي، حيث يمكن للبلدين معاً تحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الصلب، وتقليل تكاليف الإنتاج من خلال التكامل الرأسي، وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات العربية، مما يسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويعزز الأمن الصناعي الإقليمي، ويحقق الازدهار المشترك للشعبين الشقيقين.