
شهدت أسعار الذهب هدوءًا مفاجئًا بعد سلسلة من القفزات القياسية التي أثارت قلق المستثمرين في الأسواق العالمية حيث يعود هذا الهدوء إلى عدة عوامل رئيسية منها الاستقرار النسبي في الأسواق المالية وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة بالإضافة إلى التغيرات في أسعار الفائدة التي أثرت على حركة الذهب في الأشهر الأخيرة كما أن التوترات الجيوسياسية التي كانت تدفع الأسعار للارتفاع بدأت في الانحسار مما ساهم في هذا الانخفاض المفاجئ في الأسعار وبالتالي فإن مراقبة هذه العوامل ستظل ضرورية لفهم مستقبل أسعار الذهب في الأيام القادمة.
تحركات أسعار الذهب اليوم
شهدت أسعار الذهب العالمية والمحلية اليوم تحركات طفيفة بين الصعود والهبوط، حيث سجلت قفزات قياسية على مدار الأسبوعين الماضيين، وسط حالة من عدم اليقين بسبب الصراع بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر اقتصادين في العالم، خلال اليوم تراجع سعر الأونصة في بداية التعاملات بنسبة 0.40% ليصل إلى نحو 4235 دولارًا، قبل أن يعاود الارتفاع الآن بنسبة 0.30% مسجلًا 4264 دولارًا وفقًا لبيانات وكالة بلومبيرج، أما على مستوى الذهب المحلي، فقد هدأت وتيرة الزيادة والانخفاضات خلال اليومين الماضيين، وذلك بفضل استقرار أسعار الذهب عالميًا واستقرار سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، حيث ارتفع سعر الذهب المحلي في منتصف التعاملات بنحو 5 جنيهات، ليصل سعر الذهب عيار 21 الأوسع انتشارًا في مصر إلى 5750 جنيهًا للجرام.
تسارع الأحداث وتأثيرها على الأسعار
قال لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية، إن الأحداث الأخيرة أدت إلى تغييرات كبيرة في سعر الذهب وحركته بشكل متسارع جدًا، مؤكدًا أنه لا يمكن لأي شيء أن يستمر في الارتفاع أو الانخفاض إلى الأبد، حيث دائمًا ما تكون هناك مستهدفات سعرية، وعلى الأرجح أننا اقتربنا منها حاليًا، أوضح منيب أنه بعد الوصول إلى المستهدف السعري تحدث حركة في الأسعار، سواء كانت صعودًا أو هبوطًا، فقد وصل الذهب إلى 4375 دولارًا بينما كان المستهدف 4250 دولارًا، مما تسبب في تصحيح بسيط للأسعار، وأشار إلى أن بورصة الذهب لا تتوقف عند رقم ثابت، بل تشهد اهتزازات بسيطة لحين ظهور مستجدات قوية جديدة قد تؤثر إيجابًا أو سلبًا على السعر.
الذهب وتوقعات المستقبل
أكد منيب أن الذهب لا يمتلك قمة محددة لا يمكن تجاوزها، لأن سوق الذهب محكوم بالعرض والطلب، اللذان يتأثران بالحروب والتغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية، وبالتالي لا يوجد سقف سعري ثابت للذهب، وأشار إلى أن مضاعفة الولايات المتحدة الأمريكية للتعريفة الجمركية بنسبة 100% على الصين كانت سببًا رئيسيًا في ارتفاع أسعار الذهب بهذا الشكل، حيث أدت تلك الخطوة إلى تغير في الاقتصاد العالمي، مما ساهم في ارتفاع سعر الذهب وانخفاض قيمة الدولار، وأوضح أنه في حال تقارب وجهات النظر واتفاق الأطراف على إلغاء هذه الرسوم، فمن المتوقع أن يتراجع سعر الذهب، لكن لا يمكن تحديد رقم معين لهذا التراجع، كما أن أي اتفاق بين أوكرانيا وروسيا على إنهاء الحرب قد يؤدي إلى انخفاض كبير في الأسعار، ولكن أيضًا دون إمكانية تحديد مستوى دقيق، لذلك من الطبيعي أن يشهد الذهب انخفاضًا إذا تراجعت الأسباب التي أدت إلى صعوده.
تعليقات