
تراجع حجم تصدير المنتجات البترولية من الصين إلى الولايات المتحدة يعد موضوعًا مثيرًا للاهتمام في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية حيث شهدت السنوات الأخيرة تغيرات ملحوظة في سياسة الطاقة وأسعار النفط مما أثر بشكل مباشر على حركة التجارة بين البلدين بالإضافة إلى تأثيرات الجائحة والتوترات السياسية التي ساهمت في تقليص حجم الصادرات الصينية من النفط إلى السوق الأمريكية وقد يكون هذا التراجع نتيجة لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المحلية في الولايات المتحدة أو التحولات في استراتيجيات الاستيراد والتصدير مما يستدعي دراسة أعمق لفهم العوامل المؤثرة في هذا التوجه الجديد بين الصين والولايات المتحدة.
انخفاض صادرات الصين من المنتجات البترولية إلى الولايات المتحدة
أظهرت إحصاءات مصلحة الجمارك الصينية أن صادرات المنتجات البترولية من الصين إلى الولايات المتحدة شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر من هذا العام، حيث تراجعت هذه الصادرات بنسبة 46% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما أدى إلى وصول قيمتها إلى 516.2 مليون دولار أمريكي، ويعتبر هذا الانخفاض مؤشرًا قويًا على التغيرات في سوق الطاقة العالمي.
تأثير انخفاض الصادرات في سبتمبر
كان الانخفاض أكثر وضوحًا في تسليمات شهر سبتمبر، حيث لم تتجاوز قيمتها 42.9 مليون دولار، مما يعكس تراجعًا كبيرًا على أساس سنوي، حيث انخفضت الصادرات بنحو الربع مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، وعلى أساس شهري، تراجعت الصادرات إلى النصف، مما يشير إلى اتجاه سلبي مستمر، كما لوحظ تراجع مشابه في سبتمبر 2024 مقارنة بأغسطس.
السوق الأمريكية وحصة الصين في الصادرات البترولية
رغم هذا الانخفاض الكبير، لا تزال حصة السوق الأمريكية من إجمالي صادرات الصين من المنتجات البترولية ضئيلة، حيث لم تتجاوز 1.3% من الشحنات في سبتمبر، بينما تركز الصين تقليديًا على الأسواق الإقليمية القريبة، حيث اتجه أكثر من 40% من صادرات سبتمبر إلى هونج كونج وسنغافورة، مما يعكس استراتيجية الصين في توجيه صادراتها نحو الأسواق الأكثر قربًا وطلبًا.
تعليقات