قفز سعر الذهب المحلي إلى مستوى تاريخي اليوم بسبب عدة عوامل اقتصادية وسياسية تؤثر على السوق العالمية حيث يزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية وزيادة التضخم الذي ينعكس على قيمة العملات المحلية بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي تدفع المستثمرين نحو الأصول الثابتة مثل الذهب مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ وعندما يتزايد الإقبال على الشراء من قبل الأفراد والمستثمرين فإن ذلك يسهم في دفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة مما يثير تساؤلات حول مستقبل السوق وأثر ذلك على الاقتصاد المحلي وأيضاً على الاستثمارات الشخصية في المعادن الثمينة.

ارتفاع تاريخي في أسعار الذهب في مصر

شهدت السوق المحلية في مصر اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في سعر الذهب، حيث تخطى الذهب عيار 21 مستوى 5000 جنيه، ليسجل 5100 جنيه، ويعود هذا الارتفاع إلى الدعم الكبير الذي حصل عليه من زيادة سعر الذهب العالمي، بالإضافة إلى تقلبات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وفق تحليل منصة جولد بيليون، وقد افتتح الذهب عيار 21 تداولات اليوم عند 5015 جنيه للجرام، ليحقق أعلى مستوى تاريخي عند 5020 جنيه للجرام، مما يعكس التقلبات الكبيرة في الأسعار.

قبل تحرير سعر الصرف، تأثرت أسعار الذهب بشكل كبير، حيث سجل عيار 21 5100 جنيه نتيجة تسعير تجار الذهب الدولار وفق السوق السوداء، التي عانت منها مصر خلال العامين الماضيين، ومع الإجراءات الإصلاحية التي تمت في 6 مارس 2024، شهدت الأسعار تراجعًا مؤقتًا قبل أن تعاود الارتفاع مجددًا، حيث افتتح الذهب تداولاته اليوم على قفزة كبيرة، بدعم من الزيادة الكبيرة في سعر أونصة الذهب عالميًا.

سعر الذهب العالمي وتأثيره على السوق المحلية

على المستوى العالمي، شهد سعر الذهب ارتفاعًا قياسيًا، حيث سجل أعلى مستوى تاريخي عند 3722 دولار للأونصة، مدعومًا بإقبال المستثمرين على المعدن النفيس بعد خفض أسعار الفائدة الأمريكية الأسبوع الماضي، مما ساهم في زيادة الطلب على الذهب، وقد سجلت أونصة الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.9%، بعد أن افتتحت تداولات اليوم عند 3687 دولار، لتستمر في الصعود وتخترق المستوى النفسي 3700 دولار للأونصة، مما يعكس قوة الطلب على الذهب في الأسواق.

تأتي هذه الزيادة بعد أن أغلق الذهب تداولات الأسبوع الماضي بشكل إيجابي، ليسجل ارتفاعًا لخمس أسابيع متتالية، مما يعزز من توقعات المستثمرين حول استمرار ارتفاع الأسعار، حيث تشير التوقعات إلى إمكانية وصول الذهب إلى 4000 دولار للأونصة في الأجل القريب، وذلك في ظل استمرار عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب.

أسباب ارتفاع الأسعار والتوقعات المستقبلية

تشير جولد بيليون إلى أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الذهب هو تسعير الأسواق للسياسة النقدية الجديدة للبنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث يتوقع المستثمرون خفضين إضافيين لأسعار الفائدة هذا العام، مما يعكس اتجاه البنك نحو تيسير السياسة النقدية، كما أن تزايد المخاطر على سوق العمل يعزز من هذا الاتجاه، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين.

يتطلع المستثمرون إلى سلسلة من خطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وبيانات التضخم الأمريكية، حيث قد توفر هذه المعلومات رؤى جديدة حول توقعات السياسة النقدية، وقد يشهد المعدن النفيس قفزات جديدة إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في دعم نهج الاحتياطي الفيدرالي في تيسير السياسة النقدية، مما يجعل الذهب استثمارًا واعدًا في الفترة المقبلة.