خلال السنوات التسع الماضية شهدت أسعار البنزين ارتفاعات ملحوظة أثرت بشكل كبير على ميزانية الأسر وميزانيات الدول حيث بدأت الأسعار في صعود مستمر نتيجة لعدة عوامل منها تقلبات الأسواق العالمية وزيادة الطلب على الوقود كما أن الأزمات السياسية والاقتصادية لعبت دوراً مهماً في هذا الارتفاع مما جعل المستهلكين يواجهون تحديات كبيرة في التكيف مع هذه الأسعار المتزايدة ومع اقتراب شهر أكتوبر يتساءل الكثيرون عن كيفية تأثير هذه الزيادة على حياتهم اليومية وخططهم المستقبلية في ظل هذه الظروف المتغيرة.
اجتماع لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية
تستعد لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية لعقد اجتماعها المنتظر في أكتوبر المقبل، حيث تم تأجيل الاجتماع السابق الذي كان مقررًا في أبريل الماضي لمدة ستة أشهر، ويترقب المواطنون بفارغ الصبر ما ستسفر عنه القرارات الجديدة، خاصة في ظل التوقعات التي أشار إليها بعض الخبراء بزيادة محتملة قد تتجاوز 10%، وذلك ضمن خطة الحكومة لرفع الدعم عن الوقود بشكل كامل بنهاية العام الجاري، وهو ما يتماشى مع التزاماتها تجاه صندوق النقد الدولي.
تاريخ تحركات أسعار الوقود في مصر
منذ تأسيس لجنة التسعير عام 2016، شهدت أسعار الوقود في مصر سلسلة من الزيادات المتتالية، حيث تخللت تلك الزيادات بعض فترات الثبات والانخفاض المحدود، والتي أدت إلى الوصول إلى المستويات الحالية، وفي هذا السياق، نستعرض أبرز محطات تحركات الأسعار خلال السنوات الماضية بدءًا من نوفمبر 2016 حينما تم رفع أسعار الوقود في أول اجتماع للجنة، حيث ارتفع سعر بنزين 80 إلى 2.35 جنيه للتر، بينما بلغ سعر بنزين 92 نحو 3.5 جنيه، والسولار إلى 2.35 جنيه، وأسطوانة البوتاجاز من 8 إلى 15 جنيهًا.
الزيادات المتتالية والأسعار الحالية
توالت الزيادات بعد ذلك، ففي يونيو 2017 ارتفع سعر بنزين 80 إلى 3.65 جنيه، وفي يونيو 2018 سجل سعر بنزين 80 نحو 5.5 جنيه، بينما بلغ سعر بنزين 92 نحو 6.75 جنيه، وفي يوليو 2019 ارتفع سعر بنزين 80 إلى 6.75 جنيه، وفي أكتوبر من نفس العام شهد السوق أول انخفاض حيث انخفضت الأسعار بمقدار 25 قرشًا، ومع بداية عام 2023 شهدت الأسعار ارتفاعًا جديدًا حيث سجل سعر بنزين 80 نحو 8.25 جنيه، والزيادات لم تتوقف حيث نتوقع ثلاث زيادات جديدة في 2024، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الزيادات على المواطن المصري، خاصة في ظل تأكيد رئيس الوزراء على أن الزيادة المرتقبة في أكتوبر قد تكون “الزيادة الحقيقية الأخيرة”.
التعليقات