تشهد أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية مع تصاعد التوترات الروسية الأوكرانية حيث تؤثر هذه الأوضاع على إمدادات النفط وتزيد من المخاوف بشأن الاستقرار في المنطقة مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة في الطاقة وتؤدي تلك التقلبات إلى زيادة الأسعار بشكل مستمر مما ينعكس على تكاليف النقل والمنتجات النفطية ويشعر المستهلكون بذلك في محطات الوقود والأسواق المحلية حيث يترقب الجميع تطورات الأوضاع وتأثيرها على السوق النفطية العالمية.

ارتفاع أسعار النفط: تأثير الهجمات الأوكرانية والمخاوف من الإمدادات

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في ختام تعاملات الأسبوع، حيث تسببت الهجمات بالطائرات المسيرة التي شنتها أوكرانيا على منشآت الطاقة الروسية في تقليص صادرات البلاد من الوقود، مما زاد من المخاوف بشأن الإمدادات العالمية، وفقًا لوكالة "رويترز" التي أفادت بأن العقود الآجلة لخام برنت أنهت التداول عند 70.13 دولارًا للبرميل، بزيادة قدرها 71 سنتًا، أي ما يعادل 1.02%، بينما أغلق خام غرب تكساس الوسيط عند 65.72 دولارًا للبرميل، مرتفعًا بنحو 74 سنتًا أو 1.14%، وبذلك يستعد الخامان لتسجيل أكبر مكاسب أسبوعية منذ منتصف يونيو.

تأثير الحرب الأوكرانية على أسواق النفط

في هذا السياق، أكد جون كيلدوف، الشريك في شركة أجين كابيتال، أن الأسواق تظل مركزة على تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، خاصة مع تزايد وتيرة الهجمات بالطائرات المسيرة، كما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك عن فرض حظر جزئي على صادرات الديزل حتى نهاية العام، مع تمديد الحظر القائم على صادرات البنزين، في وقت تعاني فيه عدة مناطق روسية من نقص في بعض أنواع الوقود نتيجة تراجع قدرة التكرير، في حين أشار أندرو ليبو، رئيس شركة "ليبو أويل أسوشيتس"، إلى أن تحركات واشنطن كانت عاملاً داعمًا للأسعار، حيث يواصل الرئيس ترامب الضغط على حلفاء الولايات المتحدة لتقليص وارداتهم من روسيا، مما قد يدفع دولًا مثل الهند وتركيا إلى خفض مشترياتها.

توقعات الطلب والعرض في السوق العالمية

على صعيد المعروض، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن شركة تسويق النفط (سومو) أن صادرات النفط الخام من إقليم كردستان العراق ستُستأنف اعتبارًا من السبت عبر خط أنابيب يصل إلى ميناء جيهان التركي، وأوضح ليبو أن الأسواق تترقب مستويات إنتاج كردستان لمعرفة تأثيرها على الإمدادات العالمية، بينما أظهرت بيانات وزارة التجارة الأميركية أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بمعدل سنوي بلغ 3.8% في الربع الأخير، مما يعد دلالة على متانة الاقتصاد، وأشار كيلدوف إلى أنه إذا تراجعت صادرات روسيا إلى الصين والهند، فإنهما سيبحثان عن بدائل أخرى، مع الأخذ في الاعتبار أن البيانات الأميركية الإيجابية، إلى جانب خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، تعزز من توقعات زيادة الطلب على النفط، ولكن بعض المحللين حذروا من أن قوة البيانات الاقتصادية قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى التريث بشأن المزيد من خفض أسعار الفائدة، بعد أن أقدم الأسبوع الماضي على أول خفض منذ ديسمبر بمقدار 25 نقطة أساس.