مصر الأولى عالميًا في إنتاج التمور حيث تنتج كميات هائلة من هذه الفاكهة اللذيذة والمغذية ومع ذلك تواجه البلاد تحديات كبيرة في تصديرها إذ لا تصدر سوى 2.7% فقط من إجمالي الإنتاج وهذا يعود إلى عدة عوامل مثل ضعف البنية التحتية للتصدير وغياب التسويق الفعال للتمور المصرية في الأسواق العالمية بالإضافة إلى المنافسة الشديدة من الدول الأخرى التي تنتج التمور بجودة عالية لذا تسعى الشعبة إلى تحسين هذه الوضعية من خلال تعزيز التعاون بين المزارعين والمصدرين وتوفير الدعم الفني والتسويقي لتحقيق أهداف أكبر في تصدير التمور المصرية إلى الأسواق العالمية وتحقيق عوائد اقتصادية أفضل للمزارعين والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني.
أسباب ضعف صادرات التمور المصرية رغم الريادة العالمية
يُعتبر التمر أحد المحاصيل الزراعية الهامة في مصر، ورغم أن البلاد تحتل المركز الأول عالميًا في إنتاجه، إلا أن صادراتها لا تزال ضعيفة، حيث أشار حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة التجارية، إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا التراجع هو عدم طلب الأسواق الخارجية للعديد من الأصناف المزروعة محليًا، بالإضافة إلى أن الاستهلاك المحلي للتمور يقتصر على مواسم معينة، مما يؤدي إلى عدم استغلال الفائض الكبير من الإنتاج.
إحصاءات مثيرة حول إنتاج التمور في مصر
تتربع مصر على عرش إنتاج التمور عالميًا بإجمالي إنتاج يقارب 1.9 مليون طن سنويًا، وهو ما يمثل حوالي 19% من الإنتاج العالمي و24% من الإنتاج العربي، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومع ذلك، فإن حجم الصادرات المصرية لا يتجاوز 2.7% من إجمالي الإنتاج، مما يعكس الفجوة الكبيرة بين الإنتاج والاستهلاك الخارجي، حيث تتركز الطلبات الخارجية على أصناف معينة مثل المجدول والبرحي، في حين أن الأصناف المحلية مثل الحياني والسماني لا تحظى بشعبية في الأسواق العالمية.
تحولات استراتيجية في زراعة التمور
أشار النجيب إلى أن ثقافة استهلاك التمور في مصر تختلف بشكل كبير عن دول الخليج والعراق، حيث تُعتبر التمور جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي اليومي هناك، بينما يرتبط استهلاك المصريين بها بمناسبات معينة مثل شهر رمضان وزكاة عيد الأضحى، مما يجعل الاستهلاك غير منتظم على مدار العام، ومع ذلك، شهدت الفترة الأخيرة تحولًا استراتيجيًا في زراعة الأصناف المطلوبة عالميًا، مثل البرحي والمجدول، مما ساهم في زيادة حجم الصادرات، كما أن مشروع مليون نخلة برحي في الواحات البحرية غيّر خريطة الإنتاج، حيث حول مصر من مستورد إلى منتج ومصدر لهذا الصنف.
التعليقات