استثمارك في ظل الأزمات العالمية: بين الذهب والدولار.. أيهما الخيار الأفضل؟

استثمارك في ظل الأزمات العالمية: بين الذهب والدولار.. أيهما الخيار الأفضل؟

في ظل الأزمات العالمية المتزايدة يتساءل الكثيرون عن الخيار الأفضل للاستثمار بين الذهب والدولار فكل منهما يحمل مزايا وعيوب تجعل من الصعب اتخاذ قرار نهائي فبينما يعتبر الذهب ملاذاً آمناً يحافظ على قيمته في أوقات الاضطراب فإن الدولار يمثل قوة اقتصادية عالمية قد تتأثر بالتغيرات السياسية والاقتصادية لذا فإن الاختيار يعتمد على الأهداف الاستثمارية للفرد ومدى تقبله للمخاطر فالبعض يفضل تنويع محفظته بين الذهب والدولار لتحقيق توازن أفضل في أوقات عدم اليقين الاقتصادي بينما يفضل آخرون التركيز على أحدهما بناءً على تحليلات السوق الحالية لذا فإن فهم الديناميكيات بين الذهب والدولار يعد أمراً حيوياً للمستثمرين في هذه الأوقات الصعبة.

توجهات السوق العالمية نحو الذهب

أكد خبراء اقتصاديون ومصرفيون في تصريحاتهم لـ”نبأ العرب”، أن التوترات السياسية والاقتصادية الحالية تعزز من الطلب على المعدن النفيس، حيث يعتبر الذهب الملاذ الآمن الوحيد وسط عالم مضطرب، خاصة في ظل تراجع الدولار الأمريكي وتفاقم أزمة الدين في الولايات المتحدة، حيث تراجعت العملة الأمريكية مؤخرًا قبل أن تستعيد بعض قوتها، مما دفع الحكومات والمستثمرين لإعادة تقييم أصولهم المقومة بالذهب، كما سجل الذهب العالمي أعلى مستوى تاريخي له عند 4044 دولارًا للأوقية، قبل أن ينخفض قليلاً بفعل تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.

أسعار الذهب في مصر وتأثيرها على السوق المحلي

في مصر، اقترب سعر جرام الذهب عيار 21 من 5400 جنيه، متأثرًا بالصعود العالمي والطلب المحلي المتزايد على المعدن النفيس، حيث أشار لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى أن الذهب قد تجاوز جميع مستويات المقاومة التاريخية، وأصبح يتداول في نطاق مفتوح دون سقف واضح للأسعار، مما يعني أن الولايات المتحدة، التي تمتلك أكبر احتياطي ذهب في العالم، قد تستفيد من تراجع عملتها، كما أن الاحتياطي الأمريكي من الذهب لا يزال يُسجل في الميزانية على أساس 42 دولارًا للأوقية منذ عام 1973، مما يجعل أي إعادة تقييم رسمية للاحتياطي تؤدي إلى تقليص الدين العام الأمريكي بشكل كبير.

الدولار وفقدان جاذبيته كاستثمار

سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية ونائبة رئيس بنك مصر الأسبق، أكدت أن الذهب سيظل الخيار الأفضل للمستثمرين خلال الفترة المقبلة، رغم أنه لا يدر عائدًا مباشرًا، حيث أصبح الدولار يعاني من عدم الاستقرار، مشيرة إلى أن الاحتفاظ بالدولار مقبول، لكن من الأفضل توجيه الاستثمارات نحو الذهب أو الفرنك السويسري، كما أن الإغلاق الحكومي ليس سوى انعكاس بسيط لأزمة أعمق داخل الاقتصاد الأمريكي، مما يجعل الدولار يفقد جزءًا كبيرًا من جاذبيته كأداة استثمارية آمنة، وأوصت الدماطي بتنويع المحفظة المالية وفقًا لاحتياجات المستثمر، مع ضرورة تجنب الدخول المباشر إلى البورصة دون إدارة مهنية قادرة على تقييم المخاطر والعوائد.

الأزمات العالمية وتأثيرها على الذهب

وفي السياق ذاته، أشار محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية، إلى أن الفترة الراهنة تشهد تداخلًا نادرًا بين الأزمات السياسية والاقتصادية عالميًا، مما يجعل الذهب المستفيد الأكبر، حيث تختلف هذه المرحلة عن الأزمات السابقة، إذ تتجمع الضغوط الاقتصادية والتوترات السياسية في وقت واحد، مما يعزز من مكانة الذهب كملاذ طبيعي للمستثمرين، كما أن التدخلات الأمريكية في السياسة النقدية تمثل خطرًا أكبر من الإغلاق الحكومي نفسه، مما يضعف ثقة الأسواق في العملة الأمريكية ويدفع المستثمرين نحو أصول أكثر أمانًا، وأكد أن الذهب يحتفظ بمكانته التاريخية كمخزن حقيقي للقيمة، خاصة في فترات التضخم، مما يجعله الخيار الأذكى للمستثمر المصري في المرحلة الحالية.

Google News تابعوا آخر أخبار نبأ العرب عبر Google News
واتساب اشترك في قناة نبأ العرب على واتساب
تيليجرام انضم لقناة نبأ العربعلى تيليجرام