
في ظل الأوضاع الحالية في المنطقة يتطلع العديد من الخبراء إلى تأثير وقف الحرب في غزة على الاقتصاد المصري حيث يُعتبر هذا الحدث فرصة لتعزيز إيرادات قناة السويس تدريجيًا فمع استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة يمكن أن تزداد حركة الملاحة التجارية عبر القناة مما ينعكس إيجابيًا على العائدات المالية لمصر كما أن تحسين الظروف الاقتصادية في غزة قد يؤدي إلى زيادة التبادل التجاري ويعزز من فرص الاستثمار في المنطقة مما يساهم في تعزيز نمو قناة السويس كأحد أهم الممرات البحرية العالمية ويعزز من دورها الاستراتيجي في التجارة الدولية.
عودة الإيرادات إلى قناة السويس بعد وقف الحرب في غزة
يرى خبراء الاقتصاد أن وقف الحرب الإسرائيلية في غزة سيشكل نقطة تحول مهمة، حيث سيفتح الباب أمام عودة إيرادات قناة السويس إلى نشاطها المعتاد بشكل تدريجي، مما يساعد في استعادة الإيرادات لمستوياتها الطبيعية، وفقاً لبيانات البنك المركزي التي أظهرت تراجع الإيرادات من 8.8 مليار دولار عام 2023 إلى نحو 3.6 مليار دولار في 2025، وهذا بسبب الهجمات الحوثية التي دفعت السفن لتجنب المرور عبر البحر الأحمر.
مع اقتراب قمة شرم الشيخ للسلام، التي يُتوقع أن يتم خلالها توقيع اتفاق لوقف الحرب في غزة بوساطة أمريكية، يتوقع مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن تعود الإيرادات تدريجياً مع استقرار الأوضاع وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مما قد يؤدي إلى تحسن تدريجي في حركة الملاحة.
توقعات بتحسن الإيرادات خلال الأشهر المقبلة
تؤكد الدكتورة يُمن الحماقي، أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن وقف الحرب يمثل خطوة حاسمة نحو استقرار الملاحة في قناة السويس، مشيرة إلى أن الهجمات الحوثية كانت مرتبطة بتصاعد الصراع، ومع توقف العمليات، من المتوقع أن تتراجع تلك التهديدات تدريجياً، ومع ذلك تحتاج شركات التأمين العالمية لبعض الوقت لتطمئن إلى استقرار الأوضاع الأمنية، مما قد يؤدي إلى عودة المرور بمعدلاته الطبيعية خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر.
كما تشير الحماقي إلى أهمية تنويع مصادر النقد الأجنبي، حيث إن إيرادات قناة السويس في أفضل الأعوام لم تتجاوز 10 مليارات دولار، بينما وصلت تحويلات المصريين في الخارج إلى نحو 36 مليار دولار، وهذا يفتح المجال أمام فرص ضخمة لزيادة عائدات السياحة إذا تم تحسين إدارتها وتسويقها.
التوقعات الاقتصادية وتأثيرها على السوق العالمي
من جانبه، يعتقد مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين، أن تراجع إيرادات قناة السويس كان نتيجة مباشرة لتقلص عدد السفن العابرة بسبب الهجمات الحوثية، ويشير إلى أن الهدوء السياسي الراهن سيساعد في إعادة الخطوط الملاحية إلى القناة تدريجياً، وهذا التأثير قد يحتاج إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر حتى تستقر الأوضاع، مما سيعزز من ميزان المدفوعات المصري.
في السياق نفسه، يؤكد الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن وقف الحرب في غزة سيساهم في استعادة حركة الملاحة الدولية لتوازنها، حيث بدأت بعض السفن فعلاً في العودة إلى قناة السويس، مما يعكس تفاؤلاً تجاه الاقتصاد المصري، إلى جانب أن تحسن الأوضاع في البحر الأحمر سيعزز ثقة المستثمرين في قطاعات النقل البحري والطاقة، مما يساهم في تحسين التصنيف الائتماني لمصر.
تعليقات