
بعد تحسن الجنيه وتراجع النفط قد تطرح الحكومة تساؤلات جديدة حول أسعار البنزين والسولار هل ستقوم بإعادة النظر في التسعير بما يتناسب مع هذه المتغيرات الاقتصادية أم ستظل الأسعار كما هي في ظل الظروف الحالية إن انخفاض أسعار النفط على المستوى العالمي قد يتيح للحكومة فرصة لمراجعة أسعار الوقود مما قد ينعكس إيجابياً على المواطنين ويخفف من الأعباء المعيشية في وقت يعاني فيه الكثير من ارتفاع تكاليف الحياة لذا فإن المتابعة الدقيقة لتلك التطورات ستكون ضرورية لفهم تأثيرها على السوق المحلي وكيفية استجابة الحكومة لهذه التغيرات الاقتصادية.
توقعات أسعار الوقود في ظل تراجع النفط وتحسن الجنيه
أفاد عدد من خبراء البترول والاقتصاد بأن تراجع أسعار النفط عالميًا وتحسن سعر صرف الجنيه أمام الدولار قد يفتحان الباب أمام لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية لتثبيت الأسعار أو الحد من أي زيادات جديدة، ومع ذلك، استبعد هؤلاء الخبراء حدوث خفض ملموس في أسعار البنزين والسولار خلال الاجتماع المقبل للجنة، والذي من المقرر أن يُعقد في الربع الأخير من العام الجاري، ويعتمد تأثير هذه العوامل على آلية التسعير في مصر التي تأخذ في اعتبارها مزيجًا من العوامل المحلية والعالمية مثل متوسط أسعار النفط وسعر الصرف وتكاليف التشغيل والنقل والضرائب، مما يجعل تأثير التغيرات في أسعار النفط أو تحسن الجنيه محدودًا نسبيًا على الأسعار النهائية للمستهلك.
آلية التسعير وتأثير العوامل الاقتصادية
أوضح المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن تأثير تحسن سعر صرف الجنيه وتراجع أسعار النفط العالمية على تكلفة إنتاج البنزين والسولار في السوق المحلية محدود، إذ إن آلية التسعير تعتمد على مكونات متعددة وليس فقط على سعر النفط، وتُحسب تكلفة البنزين في مصر وفقًا لمصادر توريده المختلفة، حيث يتم استيراد جزء بالكامل من الخارج، بينما يتم شراء جزء آخر من شركات استثمارية محلية بأسعار عالمية، ويضاف إلى ذلك تكاليف النقل البحري، كما أن الهيئة تشتري خامًا من الشريك الأجنبي بأسعار متوسطة، مما يجعل أكبر عنصر في تكلفة البنزين هو المكون المستورد، وبالتالي فإن تأثير تراجع النفط أو تحسن الجنيه يكون طفيفًا جدًا.
التوجه نحو دعم الطاقة وتحسين وسائل النقل
أكد الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، أن العوامل الحالية مثل تراجع أسعار النفط وتحسن سعر صرف الجنيه قد تؤثر نسبيًا على قرار لجنة التسعير التلقائي خلال الاجتماع المقبل، حيث من المتوقع أن تسهم هذه العوامل في الحد من حجم الزيادة المحتملة في أسعار البنزين والسولار، وأوضح أن الحكومة تسير في اتجاه رفع الدعم تدريجيًا، ولكن مع مراعاة الظروف الاقتصادية الحالية، مشيرًا إلى أن التحسن في سعر الجنيه وتراجع النفط قد يدفع الحكومة إلى الاكتفاء بزيادة محدودة أو حتى تثبيت الأسعار، كما تعمل الحكومة على تشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل الجماعي الحديثة كبديل مستدام لتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة.
تعليقات