
تعتبر مستويات تاريخية للذهب مؤشراً مهماً على اتجاهات السوق المحلي حيث يسعى المستثمرون إلى تحقيق عوائد جيدة من خلال استثمارهم في الذهب الذي يعد ملاذاً آمناً في أوقات الاضطراب الاقتصادي ومع تزايد الاهتمام بصناديق الذهب فإن السؤال المطروح هو هل السوق المحلي يحتاج للمزيد من صناديق الذهب لتلبية احتياجات المستثمرين المتزايدة ومنحهم فرصة لتنويع محافظهم الاستثمارية بشكل أفضل حيث أن توفر صناديق الذهب يسهل على الأفراد الوصول إلى هذا المعدن الثمين دون الحاجة لشراء كميات كبيرة مباشرة مما يعزز من فرص الاستثمار ويزيد من جاذبية السوق المحلي.
ارتفاع تاريخي في أسعار الذهب
شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا غير مسبوق، حيث تجاوزت 4 آلاف دولار للأونصة، مما ساهم في تسجيل سعر الذهب المحلي مستويات قياسية، حيث وصل سعر الذهب عيار 21 إلى نحو 5470 جنيهًا للجرام، هذه الارتفاعات تعكس حالة من النشاط في السوق، وتفتح الأبواب أمام العديد من الاستثمارات في هذا المجال، لذا كان من الضروري استعراض قدرة صناديق الاستثمار في الذهب على تلبية احتياجات السوق المحلي، وما إذا كان السوق قادرًا على استيعاب المزيد من هذه الصناديق.
صناديق الاستثمار في الذهب: نمو ملحوظ
وفقًا لرئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، فقد سجلت صناديق الاستثمار في الذهب المرخصة صافي أصول بلغ 2.71 مليار جنيه بنهاية أغسطس 2025، مع وجود حوالي 230 ألف حساب، وهذا يعد إنجازًا كبيرًا خلال فترة قصيرة لا تتجاوز 20 شهرًا منذ انطلاق أول صندوق في هذا المجال، حاليًا، يضم السوق المحلي أربعة صناديق استثمار في الذهب، وهي: صندوق إي زد جولد، وصندوق بلتون إيفولف – سبائك، وصندوق الأهلي – ذهب، وصندوق مباشر، مما يعكس اهتمام المستثمرين المتزايد بالاستثمار في الذهب.
الإقبال المتزايد على صناديق الذهب
أكد إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال القابضة للاستثمارات المالية، أن ارتفاع أسعار الذهب عالميًا كان له تأثير كبير على السوق المحلي، حيث دفع حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي المستثمرين نحو الأصول الآمنة، وزيادة حجم صافي أصول الصناديق إلى 2.7 مليار جنيه يعد مؤشرًا إيجابيًا على زيادة الوعي الاستثماري لدى المصريين، وأشار رشاد إلى أن الإقبال على هذه الصناديق يعود إلى قدرتها على تمكين المواطنين من الاستثمار بمبالغ صغيرة نسبيًا، مما يوفر لهم مستوى عالٍ من الحماية، حيث يتم الاحتفاظ بالسبائك الذهبية لدى البنك المركزي، هذا التحول في الثقافة الاستثمارية يعكس تغيرًا ملحوظًا في طريقة تفكير المصريين حول الاستثمار في الذهب، حيث أصبحوا أكثر تقبلًا لفكرة امتلاك وثائق رقمية تمثل الذهب فعليًا بدلاً من الاعتماد فقط على شراء الذهب المادي.
تعليقات