
في ظل التوترات السياسية التي تثيرها الإغلاقات الحكومية يبدو أن المستثمرين يتجاهلون هذه الأزمات ويواصلون تعزيز استثماراتهم في الأسواق المالية حيث سجلت مؤشرات وول ستريت مكاسب قياسية تعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي رغم التحديات الحالية فمع تزايد التفاؤل بشأن الأرباح المحتملة للشركات الكبرى يظل التركيز على الأداء القوي للأسهم والتوجهات الإيجابية التي تدفع السوق إلى تحقيق مستويات جديدة من الازدهار مما يجعل العديد من المحللين يتوقعون استمرار هذا الاتجاه الإيجابي في الفترة المقبلة.
مؤشرات وول ستريت تسجل ارتفاعات ملحوظة رغم التحديات الحكومية
في جلسة تداول متقلبة، أغلقت مؤشرات وول ستريت الرئيسية الثلاثة على ارتفاع، مما يعكس مكاسب فصلية وشهرية ملحوظة، حيث يستعد المستثمرون لاحتمالية إغلاق الحكومة الأمريكية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على التقارير الاقتصادية الرئيسية وتوقعات أسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وفقًا لتقرير “رويترز”.
ترقب المستثمرون لفترة طويلة موجة من تخفيضات أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، حيث حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك ومؤشر داو جونز مكاسب للربع الثاني على التوالي، كما حقق مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز مكاسبهما الشهرية الخامسة على التوالي، بينما سجل ناسداك مكاسبه الشهرية السادسة على التوالي.
تفاصيل الأداء المالي للمؤشرات الرئيسية
مؤشر داو جونز الصناعي ارتفع بمقدار 81.82 نقطة، أي بنسبة 0.18%، ليصل إلى 46,397.89 نقطة، مسجلًا بذلك أعلى إغلاق قياسي له، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 27.25 نقطة، أي بنسبة 0.41%، ليصل إلى 6,688.46 نقطة، وزاد مؤشر ناسداك المركب بمقدار 68.86 نقطة، أي بنسبة 0.31%، ليصل إلى 22,660.01 نقطة.
خلال شهر سبتمبر، حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب بنسبة 3.53%، وهو ما يعد أكبر مكاسبه المئوية في سبتمبر منذ عام 2010، بينما حقق خلال الربع الثالث مكاسب بنسبة 7.79%، وهو ما يعد أيضًا أكبر مكاسبه في هذا الربع منذ عام 2020.
تحديات تواجه القطاع الاقتصادي وتأثيرها على السوق
مع عدم وجود بوادر على انتهاء الأزمة في واشنطن، حذر الرئيس الأمريكي من أن إغلاق الحكومة الفيدرالية قد يسمح لإدارته باتخاذ إجراءات “لا رجعة فيها”، وقد حذر بعض المحللين من أن هذه المرة قد تكون أكثر اضطرابًا نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة، ومن بين القطاعات الصناعية الرئيسية، تصدرت الرعاية الصحية قائمة القطاعات الرابحة بزيادة 2.45%.
فيما يتعلق بشركات الطيران، حذرت مجموعة تمثل شركات الطيران الأمريكية الكبرى من أن الإغلاق الحكومي قد يؤثر سلبًا على القطاع، حيث سيجبر مراقبو الحركة الجوية وضباط الأمن على العمل بدون أجر، مما قد يؤدي إلى تأخير الرحلات الجوية.
أخيرًا، حذر نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي من أن سوق العمل قد يواجه ضغوطًا في حال عدم دعم البنك المركزي، بينما أظهرت بيانات التداول أن عدد الأسهم الرابحة تجاوز عدد الأسهم الخاسرة بنسبة 1.27 إلى 1 في بورصة نيويورك، مما يدل على استقرار نسبي في السوق.
تعليقات