
في ظل التغيرات المستمرة في أسعار المواد الخام عالميًا يتساءل الكثيرون عن تأثير ارتفاع سعر الحديد على السوق المصري حيث تلعب العوامل الاقتصادية دورًا كبيرًا في تحديد أسعار الحديد محليًا وعالميًا وتؤكد الشعبة أن ارتفاع سعر الخام يؤثر بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج وبالتالي ينعكس ذلك على أسعار الحديد في مصر مما يؤدي إلى زيادة تكلفة البناء والمشروعات مما يثير قلق الكثير من المستثمرين والمستهلكين على حد سواء لذا من المهم متابعة الأسعار العالمية وتأثيرها على السوق المحلي لضمان اتخاذ القرارات المناسبة في هذا السياق.
استقرار أسعار الحديد في السوق المصرية
أكد المهندس أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن أسعار الحديد في مصر لا تعكس الأسعار العالمية، حيث إن الأسعار المحلية غالبًا ما تكون أعلى من تلك العالمية، وهذا يعني أن الزيادات الأخيرة في السوق العالمية لا تؤثر على الأسعار داخل السوق المصري، وأشار الزيني إلى أن هناك زيادة في المعروض من الحديد داخل السوق، مما أدى إلى بيع بعض الأنواع بأقل من التكلفة الرسمية المعلنة من المصانع.
الزيادة في أسعار خام الحديد وتأثيرها على السوق
شهدت أسعار خام الحديد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة، حيث سجلت نحو 104.36 دولارًا للطن وفقًا لمؤشرات السوق الفوري، وجاءت هذه الزيادة مدفوعة بتعافي النشاط الصناعي في الصين، التي تُعتبر أكبر مستهلك للخام في العالم، بالإضافة إلى تحسن توقعات الطلب العالمي على الصلب مع بدء تعافي قطاعي العقارات والبنية التحتية في عدد من الاقتصادات الآسيوية، وأوضح الزيني أن السوق المحلي لا يتأثر بتغيرات سعر خام الحديد العالمي، لأن الأسعار المحلية ما زالت أعلى من الأسعار الدولية.
استقرار الأسعار ودوافعه
أضاف الزيني أن أسعار الحديد والأسمنت في السوق المحلي مستقرة، مشيرًا إلى أن جميع المؤشرات الحالية لا تدعم حدوث أي زيادات جديدة في الأسعار خلال الفترة المقبلة، ووفقًا لآخر بيانات بوابة الأسعار المحلية التابعة لمجلس الوزراء، بلغ متوسط سعر طن الحديد الاستثماري نحو 36918 جنيه، بينما سجل سعر طن حديد عز نحو 38849 جنيه، وفي وقت سابق، أعلنت شركة حديد عز عن تثبيت أسعار البيع لمدة ثلاثة أشهر متتالية، وهو القرار الذي ساهم في دعم استقرار الأسعار.
وأوضح الزيني أن أسعار الوقود ليس لها تأثير مباشر على أسعار الحديد، حيث كانت صناعة الحديد مستثناة من زيادات الغاز في الفترات الأخيرة، أما بالنسبة لصناعة الأسمنت، فهي تعتمد بنسبة تقارب 90% على الفحم كمصدر للطاقة، مما يقلل من تأثير تغير أسعار البنزين أو السولار أو الغاز على تكلفة الإنتاج، وأشار إلى أن العوامل الاقتصادية الراهنة تدعم استقرار الأسعار أو ميلها إلى التراجع، حيث إن انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه وتراجع أسعار الفائدة يمثلان عنصرين أساسيين في تقليل تكلفة الإنتاج.
ختامًا، أكد الزيني على أهمية تحري الدقة عند تداول بيانات الأسعار أو الحديث عن اتجاهات السوق، مشددًا على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية والجهات المعنية بقطاع مواد البناء لضمان وضوح الصورة أمام المستهلك والمستثمر على حد سواء، كما أشار إلى أن تراجع الطلب على مواد البناء في الوقت الحالي يعكس الظروف الاقتصادية الحالية، مما يدعم استقرار الأسعار.
تعليقات